قصة زواج السلطان سعيد بن تيمور بالسيدة ميزون
قبل أن أبدأ بسرد قصة الزواج ,, يهمني كثيرا أن أقف على كيفية وصول حكم الأسرة البوسعيدية إلى ظفار ,, فقد استوقفتني كثيرا قصة سمعتها من أحد كبار السن عن حكم الأسرة المالكه البوسعيدي لظفار وهو حدث تاريخيا على الأرجح أنها في بداية الثلاثينيات وبدايةالأربعينيات لا أعلم الدقة بالضبط ,, تقول حين اجتمع شيوخ القبائل لمناقشة عرض السلطان سعيد بن تيمور عليهم الوصاية والحكم ,,عارض أحد أقربائها القبول فرد عليه أحد الشيوخ مشككا بالنوايا أراك تطمع بالسلطه بجانب المال ,,فضحك الناس من تعليق الشيخ فقال له :لم أطالبكم بإختياري حاكما لكم ,,لكني أريدكم أن لا تجعلوا له سلطة علينا ونحن نملك شيوخ بإمكانهم إدارة دفة الحكم ,,لكن الشيخ لم يقتنع وأخبر الجميع برأيه أن السرقات والخلافات بين القبائل لن يوقفها إلا نظام حكم ,,وأنه يرى أن هذا الحاكم سيحميهم من السرقات فوافق الجميع على رأي الشيخ وعاد الرسول إلى السلطان سعيد بن تيمور يخبره بما وجد ,,ويقال أن الرسول قال له وجدت غنم بلا راعي ,, وتم الحكم للسلطان وبدأ يملي شروطه عليهم مقابل الوصاية التي يقدمها وبدأ الناس تدريجيا ينصاعون إليه لكنه لم يكن محبوبا في سياسة حكمه لأن الناس لم ترى منه شئ سوا استنزافهم ماديا بالضرائب والشعب فقير لا يملك مصدر دخل غيرالرعي أو الصيد والزراعه,,وبما أن الحكم جديد على ظفار وهي مجتمع قبلي يصعب التحكم به ,, فقد بدأ السلطان يبحث عن توطيد أواصر العلاقه بينه وبين الجنوب وكان الزواج منهم هو الحل من وجهة نظره وفعلا بعث رسوله مجددا إلى القبائل كي يخطب له فتاة منهم ,, بدأ الرسول يتجوّل بين القبائل وشيوخها ورجالها للخطبه ,,وقوبل بالرفض مرتين أو أكثر لأن السلطان كان قاس في تعامله غريب عن المنطقه فلم يكن الزواج به امر مرغوب بين بنات الشيوخ أو القبائل في تلك المناطق ,, لذلك حين وافق والد السيده ميزون على تزويج بنته من السلطان سعيد بن تيمور ثارة ثائرة الأم والمجتمع بأكمله ,, فبدأت قصائد اللوم تنهال عليه من كل جانب حتى أن أحد عبيد قبيلته بدأ ينعته ببيع ابنته لأجل حفنة من المال ويبدو أن الأب كان يملك بعد نظر للمستقبل ويدرك بأن حكم السلطان ليس مؤقتا كما يحسبه البعض ,, والأم المغلوبة على أمرها حين لم تجد حل قررت السير بإبنتها للإنتحار من على قمة جبل ,,ومن لطف الرحمن بعباده فقد رأوها الناس وأوقفوها قبل أن تنتحر ..لحظتها قررت أن تبحث عن حل آخر ,,فأعلنت الحداد على بنتها التي تعتقد أن والدها قتلها بتزويجه إياها من السلطان فدعت جميع نساء قبيلة المعشني للحضور ومشاركتها حزنها وبالفعل حضر الجميع وتقول لنا جدتي بانه صادف ذلك اليوم قربها من مكان اجتماعهن ,,فذهبت لترى فوجدت النساء يلطمن والصراخ والعويل وكأن الفتاة ماتت فعلا ,,أما العروس فكانت تحضن أخوانها الصغار وتهدئهم فلا يستطيع اي طفل استيعاب هول المنظر أو فهم ما يدور حوله ,,كل صرخات الأم لم توقف القدر ,, تزوجت الفتاة من السلطان وزفّت إليه فذهبت الأم معها بحزنها وهمّها ولم يجلي همها شئ الا لحظة علمها بأن السلطان صلى صلاة المغرب والفجر وبأنه ليس كافر كما يشاع عنه ,, فعادت إلى أطفالها مطمأنه أنه على الأقل مسلم! تقول الأم تحكي فيما بعد لم أشعر يوما ما بأن من يصاهرهم هو سلطان او مميز عنا في شئ إلا حين ولد له قابوس بدأت الاحظ أن ما يلقاه من عناية تفرق عن اطفالي وأنهم مختلفون عننا وبانه فعلا حاكم ..ودارت رحى الأيام بعد وفاة السلطان سعيد بن تيمور وتولي قابوس الحكم بدأ الوضع يتغيّر وملامح الوطن الجديد تبرز أكثر ,,وتعرّف الناس على الأسرة الحاكمة الجديدة وبدأت أم السلطان يكون لها شأن آخر في نظر الجميع وكل من لام بالأمس أصبح يفتخر بالنسب الجديد وأنهم أخوال السلطان ..بعد غياب سنين عن قريتها زارتها ميزون لمدة ثلاث أيام وأقامت فيها ,,ثم قامت بوعظ النساء ونصحهن وبعدها قالت :والله منذ زواجي لم أشعر بسعاده كسعادتي هذه الأيام بينكم ,, وكأنها تقول لهم إن المال والسلطه لم يخلقا يوما السعاده لأحد
ولم يذكر لها دور في المنطقه ,,إلا أنه حين استتب الوضع قررت الأم أن تهدي كل موظف في محافظة ظفار عيدية خاصة به على العيدين الفطر والأضحى ,, وبعد رحيلها حفظت لها الحكومة مكرمتها لكنها قطعت مكرمة أحد العيدين ..واقتصرتها على عيد فقط.
رحم الله السيده ميزون ,, وسبحان من جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا إنّ أكرمهم عند الله أتقاهم_ ..
قبل أن أبدأ بسرد قصة الزواج ,, يهمني كثيرا أن أقف على كيفية وصول حكم الأسرة البوسعيدية إلى ظفار ,, فقد استوقفتني كثيرا قصة سمعتها من أحد كبار السن عن حكم الأسرة المالكه البوسعيدي لظفار وهو حدث تاريخيا على الأرجح أنها في بداية الثلاثينيات وبدايةالأربعينيات لا أعلم الدقة بالضبط ,, تقول حين اجتمع شيوخ القبائل لمناقشة عرض السلطان سعيد بن تيمور عليهم الوصاية والحكم ,,عارض أحد أقربائها القبول فرد عليه أحد الشيوخ مشككا بالنوايا أراك تطمع بالسلطه بجانب المال ,,فضحك الناس من تعليق الشيخ فقال له :لم أطالبكم بإختياري حاكما لكم ,,لكني أريدكم أن لا تجعلوا له سلطة علينا ونحن نملك شيوخ بإمكانهم إدارة دفة الحكم ,,لكن الشيخ لم يقتنع وأخبر الجميع برأيه أن السرقات والخلافات بين القبائل لن يوقفها إلا نظام حكم ,,وأنه يرى أن هذا الحاكم سيحميهم من السرقات فوافق الجميع على رأي الشيخ وعاد الرسول إلى السلطان سعيد بن تيمور يخبره بما وجد ,,ويقال أن الرسول قال له وجدت غنم بلا راعي ,, وتم الحكم للسلطان وبدأ يملي شروطه عليهم مقابل الوصاية التي يقدمها وبدأ الناس تدريجيا ينصاعون إليه لكنه لم يكن محبوبا في سياسة حكمه لأن الناس لم ترى منه شئ سوا استنزافهم ماديا بالضرائب والشعب فقير لا يملك مصدر دخل غيرالرعي أو الصيد والزراعه,,وبما أن الحكم جديد على ظفار وهي مجتمع قبلي يصعب التحكم به ,, فقد بدأ السلطان يبحث عن توطيد أواصر العلاقه بينه وبين الجنوب وكان الزواج منهم هو الحل من وجهة نظره وفعلا بعث رسوله مجددا إلى القبائل كي يخطب له فتاة منهم ,, بدأ الرسول يتجوّل بين القبائل وشيوخها ورجالها للخطبه ,,وقوبل بالرفض مرتين أو أكثر لأن السلطان كان قاس في تعامله غريب عن المنطقه فلم يكن الزواج به امر مرغوب بين بنات الشيوخ أو القبائل في تلك المناطق ,, لذلك حين وافق والد السيده ميزون على تزويج بنته من السلطان سعيد بن تيمور ثارة ثائرة الأم والمجتمع بأكمله ,, فبدأت قصائد اللوم تنهال عليه من كل جانب حتى أن أحد عبيد قبيلته بدأ ينعته ببيع ابنته لأجل حفنة من المال ويبدو أن الأب كان يملك بعد نظر للمستقبل ويدرك بأن حكم السلطان ليس مؤقتا كما يحسبه البعض ,, والأم المغلوبة على أمرها حين لم تجد حل قررت السير بإبنتها للإنتحار من على قمة جبل ,,ومن لطف الرحمن بعباده فقد رأوها الناس وأوقفوها قبل أن تنتحر ..لحظتها قررت أن تبحث عن حل آخر ,,فأعلنت الحداد على بنتها التي تعتقد أن والدها قتلها بتزويجه إياها من السلطان فدعت جميع نساء قبيلة المعشني للحضور ومشاركتها حزنها وبالفعل حضر الجميع وتقول لنا جدتي بانه صادف ذلك اليوم قربها من مكان اجتماعهن ,,فذهبت لترى فوجدت النساء يلطمن والصراخ والعويل وكأن الفتاة ماتت فعلا ,,أما العروس فكانت تحضن أخوانها الصغار وتهدئهم فلا يستطيع اي طفل استيعاب هول المنظر أو فهم ما يدور حوله ,,كل صرخات الأم لم توقف القدر ,, تزوجت الفتاة من السلطان وزفّت إليه فذهبت الأم معها بحزنها وهمّها ولم يجلي همها شئ الا لحظة علمها بأن السلطان صلى صلاة المغرب والفجر وبأنه ليس كافر كما يشاع عنه ,, فعادت إلى أطفالها مطمأنه أنه على الأقل مسلم! تقول الأم تحكي فيما بعد لم أشعر يوما ما بأن من يصاهرهم هو سلطان او مميز عنا في شئ إلا حين ولد له قابوس بدأت الاحظ أن ما يلقاه من عناية تفرق عن اطفالي وأنهم مختلفون عننا وبانه فعلا حاكم ..ودارت رحى الأيام بعد وفاة السلطان سعيد بن تيمور وتولي قابوس الحكم بدأ الوضع يتغيّر وملامح الوطن الجديد تبرز أكثر ,,وتعرّف الناس على الأسرة الحاكمة الجديدة وبدأت أم السلطان يكون لها شأن آخر في نظر الجميع وكل من لام بالأمس أصبح يفتخر بالنسب الجديد وأنهم أخوال السلطان ..بعد غياب سنين عن قريتها زارتها ميزون لمدة ثلاث أيام وأقامت فيها ,,ثم قامت بوعظ النساء ونصحهن وبعدها قالت :والله منذ زواجي لم أشعر بسعاده كسعادتي هذه الأيام بينكم ,, وكأنها تقول لهم إن المال والسلطه لم يخلقا يوما السعاده لأحد
ولم يذكر لها دور في المنطقه ,,إلا أنه حين استتب الوضع قررت الأم أن تهدي كل موظف في محافظة ظفار عيدية خاصة به على العيدين الفطر والأضحى ,, وبعد رحيلها حفظت لها الحكومة مكرمتها لكنها قطعت مكرمة أحد العيدين ..واقتصرتها على عيد فقط.
رحم الله السيده ميزون ,, وسبحان من جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا إنّ أكرمهم عند الله أتقاهم_ ..